خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٧٠
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
٧١
وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ
٧٢
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ
٧٣
وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ
٧٤
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
٧٥
فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٦
-يس

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً } أي: حيَّ القَلْبِ والبَصِيرَةِ، ولم يكن مَيِّتاً لكُفْرِهِ؛ وهذه استعارةٌ، قال الضحاك: { مَن كَانَ حَيّاً } معناه: عاقِلاً، { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } معناه: يُحَتَّمَ العذابُ ويَجِبَ الخُلُودُ.

وقوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا } الآيةُ. مخاطَبةٌ لقريشٍ أيضاً.

وقوله: { أَيْدِينَا } عبارةٌ عَنِ القُدْرةِ، واللَّه تعالى مُنَزَّهٌ عَنِ الجارِحَةِ.

وقوله تعالى: { فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } تنبيهٌ على النِعْمَةِ.

وقوله: { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } أي: يُحْضَرُونَ لهُمْ في الآخِرةِ عَلَىٰ معنى التوبيخِ والنِّقْمةِ، وسَمَّى الأصْنَامَ جُنْداً؛ إذْ هُمْ عُدَّةٌ للنِّقْمَة من الكفرة، ثم أنَّسَ اللَّهُ نبيَّه ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ بقوله: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } وَتَوَعَّدَ الكَفَرَةَ بقوله: { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }.