وقوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } الآية، تنبيهٌ على الوُحْدَانِيَّةِ بالعبْرة في ابن آدم وتدريج خَلْقِهِ.
وقوله سبحانه: { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ } عبارة تُرَدَّدُ في الأَدْرَاجِ المذكورةِ، فمن الناسِ مَنْ يَمُوتُ قَبْلَ أنْ يَخْرُجَ طِفْلاً وآخرون قَبْلَ الأَشُدِّ، وآخرون قبلَ الشيخوخةِ، { وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى }، أي: ليبلغَ كلُّ واحدٍ آجلاً مُسَمًّى لا يتعدَّاهُ، و{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } الحقائقَ إذا نَظَرْتم في هذا وتَدَبَّرْتُمْ حكمةَ اللَّه تعالَىٰ.