وقوله تعالَىٰ: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَـٰرَكُمْ... } الآية { أَخَذَ } معناه أَذْهَبَ، والضمير في { بِهِ } عائد على المأخوذ، و { يَصْدِفُونَ } معناه: يعرضون، وينفرون، ومنه قول الشاعر: [البسيط]
إذَا ذَكَرْنَ حَدِيثاً قُلْنَ أَحْسَنَهُوَهُنَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ يُتَّقَى صُدُفُ
وقوله تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ بَغْتَةً... } الآية وعيد وتهديد. قال: * ع *: { أَرَءيْتُمْ } عند سيبويه: تَتَنَزَّلُ منزلة «أخبروني»؛ ولذلك لا تَحْتَاجُ إلى مفعولين.
وقوله: { بَغْتَةً }: معناه: لم يَتَقَدَّمْ عندكُمْ منه عِلْمٌ، و { وجَهْرَة }، معناه: تبدو لكم مَخَايلُهُ ومَبَاديه، ثم يَتَوَالَىٰ حتَّىٰ ينزل.
قال الحَسَنُ بْنُ أبي الحَسَنِ: { بَغْتَةً } لَيْلاً و { جَهْرَةً }: نهاراً.
وقال مجاهد: { بَغْتَةً } فُجَاءَةً { ءامِنِينَ }. و { جَهْرَةً }: وهم ينظرون.
قال أبو حَيَّان: { هَلْ يُهْلَكُ }؟ «هل» حَرْفُ استفهام، معناه هنا النَّفْيُ، أي: ما يهلك؛ ولذلك دخَلَتْ «إلاَّ» علَىٰ ما بعدها. انتهى.
وقوله سبحانه: { وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ }،أي: إلاَّ ليبشِّروا بإنعامنا وَرَحْمَتِنَا مَنْ آمن، ومُنْذِرِينَ بعذابنا وعِقَابنا مَنْ كَذَّب وكَفَر، قال أبو حَيَّان: { مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ }: حالٌ فيها معنَى العِلِّيَّة، أي: أرسلناهم للتبشير والإنذار. انتهى.
ثم وَعَدَ سبحانَهُ مَنْ سلَكَ طريقَ البِشَارة، فآمَنَ وأصْلَح في ٱمتثالِ الطاعةِ، وأوعد الآخَرِينَ.