خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
٣٧
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ
٣٨
قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
٣٩
قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ
٤٠
-المؤمنون

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

ولما كانوا بهذا التأكيد في التبعيد كأنهم قالوا: إنا لا نبعث أصلاً، اتصل به: { إن هي } أي الحالة التي لا يمكن لنا سواها { إلا حياتنا الدنيا } أي التي هي أقرب الأشياء إلينا وهي ما نحن فيها، ثم فسروها بقولهم: { نموت ونحيا } أي يموت منا من هو موجود، وينشأ آخرون بعدهم { وما نحن بمبعوثين* } بعد الموت، فكأنه قيل: فما هذا الكلام الذي يقوله؟ فقيل: كذب؛ ثم حصروا أمره في الكذب فقالوا: { إن } أي ما { هو إلا } وألهبوه على ترك مثل ما خاطبهم به بقولهم: { رجل افترى } أي تعمد { على الله } أي الملك الأعلى { كذباً } والرجل لا ينبغي له مثل ذلك، أو هو واحد وحده، أي لا يلتفت إليه { وما نحن له بمؤمنين* } أي بمصدقين فيما يخبرنا به من البعث والرسالة؛ ثم استأنف قوله: { قال رب } أي أيها المحسن إليّ بإرسالي إليهم وغيره من أنواع التربية { انصرني } عليهم أي أوقع لي النصر { بما كذبون* } فأجابه ربه بأن { قال عما قليل } أي من الزمن. وأكد قلته بزيادة "ما" { ليصبحن نادمين* } على تخلفهم عن اتباعك.