الدر المنثور في التفسير بالمأثور
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: "ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل" .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: التوراة والإِنجيل الذين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول: سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به. فقال: شك؟ قلت: نعم. قال: ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك... } الآية. فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئاً فقل { { هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } } [الحديد: 3].
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال: خمسة أحرف في القرآن { { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } } [إبراهيم: 26] معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال { { لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } } [الأنبياء: 17] معناه ما كنا فاعلين { { قل إن كان للرحمن ولد } } [الزخرف: 81] معناه ما كان للرحمن ولد { { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه } } [الأحقاف: 26] معناه في الذين ما مكناكم فيه { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك } معناه فما كنت في شك.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال: سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك: سل عن آل المهلب دورهم.