خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ
١٨
-هود

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي جريج في قوله ‏ { ‏ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا‏ً }‏ قال‏:‏ الكافر والمنافق ‏ { ‏أولئك يعرضون على ربهم‏ } ‏ فيسألهم عن أعمالهم ‏ { ‏ويقول الأشهاد‏ }‏ الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا ‏ { ‏هؤلاء الذين كذبوا على ربهم‏ } ‏ حفظوه شهدوا به عليهم يوم القيامة‏.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏ { ‏يقول الأشهاد‏ }‏ قال‏:‏ الملائكة‏.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ‏ { ‏الأشهاد‏ } ‏ الملائكة يشهدون على بني آدم بأعمالهم‏.
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما‏
"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏: إن الله يدني المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه، ويقول له‏:‏ اتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا‏؟‏ فيقول‏:‏ أي رب أعرف‏.‏ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال‏:‏ فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم‏.‏ ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون ‏{ ‏ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين‏ }‏ ‏"
‏‏. وأخرج الطبراني وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما ‏"‏ "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏: يأتي الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه منه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق، فيقول له‏:‏ اقرأه‏.‏ فيعرفه ذنباً ذنباً فيقول‏:‏ أتعرف أتعرف‏؟‏ فيقول‏:‏ نعم، نعم‏.‏ فيلتفت العبد يمنة ويسرة فيقول له الرب‏:‏ لا بأس عليك يا عبدي أنت كنت في ستري من جميع خلقي وليس بيني وبينك اليوم من يطلع على ذنوبك، اذهب فقد غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتني به‏.‏ فيقول‏:‏ يا رب ما هو‏؟‏ قال‏:‏ كنت لا ترجو العفو من أحد غيري فهانت علي ذنوبك، وأما الكافر فيقرأ ذنوبه على رؤوس الأشهاد ‏{ ‏هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين‏ }‏‏" .
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا نحدث أنه لا يخزى يومئذ أحد، فيخفي خزيه على أحد من الخلائق‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه قال‏:‏ هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فقال‏:‏
"إن الله كره الظلم ونهى عنه، وقال ‏{ ‏ألا لعنة الله على الظالمين‏ }" .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال‏:‏ إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته، فيقول ‏ { ‏ألا لعنة الله على الظالمين‏ } ‏ وأنه لظالم‏.