خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً
٦١
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً
٦٢
قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً
٦٣
وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً
٦٤
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً
٦٥
-الإسراء

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية قال‏:‏ حسد إبليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من كرامة وقال‏:‏ أنا ناري، وهذا طيني، فكان بدء الذنوب الكبر‏.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال إبليس‏:‏ إن آدم خلق من تراب ومن طين خلق ضعيفاً، وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء ‏ { ‏لأحتنكن ذريته إلا قليلا‏ً } ‏ فصدق ظنه عليهم‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏لأحتنكن‏ } ‏ قال‏:‏ لأستولين‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏لأحتنكن ذريته‏ } ‏ قال‏:‏ لأحتوينهم‏.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏لأحتنكن ذريته‏ } ‏ قال‏:‏ لأضلنهم‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏جزاء موفورا‏ً } ‏ قال‏:‏ وافرا‏ً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا‏ً } ‏ يقول‏:‏ يوفر عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شيء‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏واستفزز من استطعت منهم بصوتك‏ } ‏ قال‏:‏ صوته كل داع دعا إلى معصية الله ‏ { ‏وأجلب عليهم بخيلك‏ } ‏ قال‏:‏ كل راكب في معصية الله ‏{ ‏وشاركهم في الأموال‏ }‏ قال‏:‏ كل مال في معصية الله ‏{ ‏والأولاد‏ }‏ قال‏:‏ ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فيهم الحرام‏.
وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏ } ‏ قال‏:‏ كل خيل تسير في معصية الله، وكل رجل يمشي في معصية الله، وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا‏.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{ ‏واستفزز من استطعت منهم بصوتك‏ } ‏ قال‏:‏ استنزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل ‏ { ‏وأجلب عليهم بخيلك ورجلك‏ }‏ قال كل راكب وماش في معاصي الله ‏ { ‏وشاركهم في الأموال والأولاد‏ } ‏ قال‏:‏ كل مال أخذ بغير طاعة الله تعالى، وأنفق في غير حقه، والأولاد، أولاد الزنا‏.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏وشاركهم في الأموال والأولاد‏ } ‏ قال‏:‏ الأموال ما كانوا يحرمون من أنعامهم والأولاد أولاد الزنا‏.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ مشاركته في الأموال، ان جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة، لغير الله ومشاركته إياهم في الأولاد سمو عبد الحارث وعبد شمس‏.
وأخرج ابن مردويه، عن أنس - رضي الله عنه - رفعه قال‏:‏ قال إبليس يا رب، إنك لعنتني واخرجتني من الجنة من أجل آدم، وإني لا أستطيعه إلا بك‏.‏ قال‏:‏ فأنت المسلط‏.‏ قال‏:‏ أي رب، زدني قال‏:‏ ‏{ ‏أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏ }‏.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر، عن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا أن إبليس قال‏:‏ يا رب، إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة، فسلطني، قال‏:‏ صدورهم مساكن لك‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ لا يولد لآدم ولد، إلا ولد لك عشرة‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ تجري منهم مجرى الدم‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ ‏ { ‏أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏ } ‏ فشكا آدم - عليه السلام - إبليس إلى ربه‏.‏ قال‏:‏ يا رب، إنك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضاً، وسلطته علي، وأنا لا أطيقه إلا بك‏.‏ قال‏:‏ لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ الحسنة بعشر أمثالها قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر‏.‏ والله أعلم‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‏ } ‏ قال‏:‏ عبادي الذين قضيت لهم بالجنة، ليس لك عليهم أن يذنبوا ذنباً، إلا أغفر لهم‏.