خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
٣٤
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
٣٥
-فصلت

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن‏ } ‏ قال‏:‏ أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإِساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم ‏{ ‏كأنه ولي حميم‏ }‏ ‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن‏ } ‏ قال‏:‏ ألقه بالسلام ‏ { ‏فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم‏ }.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏ادفع بالتي هي أحسن‏ } ‏ قال‏:‏ السلام، إن تسلم عليه إذا لقيته‏.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه ‏{ ‏ادفع بالتي هي أحسن‏ } ‏ قال‏:‏ السلام‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏كأنه ولي حميم‏ } ‏ قال‏:‏ ولي رقيب‏. وفي قوله ‏ { ‏إلا ذو حظ عظيم‏ } ‏ قال‏:‏ الجنة‏.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ‏ { ‏وما يلقاها إلا الذين صبروا‏ } ‏ قال‏:‏ والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظاً، ويصفح عن بعض ما يكره‏.
وأخرج ابن المنذر عن أنس رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم‏ } ‏ قال‏:‏ الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقاً يغفر الله لي، وإن كنت كاذباً يغفر الله لك‏.‏ والله أعلم‏.