خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٨
قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
٢٩
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ
٣٠
-السجدة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَيَقُولُونَ } كان المسلمونَ يقولون: إنَّ الله سيفتحُ لنا على المشركين أو يفصلُ بـيننا وبـينهم كان أهلُ مكَّةَ إذا سمعُوه يقولون بطريقِ الاستعجالِ تكذيباً واستهزاءً: { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ } أي النَّصرُ أو الفصلُ بالحكومةِ { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في أنَّ الله تعالى ينصرُكم أو يفصلُ بـيننا وبـينكم { قُلْ } تبكيتاً لهم وتحقيقاً للحقِّ { يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِيَمَـٰنُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } يومُ الفتح يومُ القيامةِ وهو يومُ الفصلِ بـين المؤمنين وأعدائِهم ويومُ نصرِهم عليهم وقيل: هو يومُ بدرٍ. وعن مجاهدٍ والحسنِ: يومُ فتحِ مكَّةَ. والعدولُ عن تطبـيقِ الجوابِ على ظاهرِ سؤالِهم للتَّنبـيهِ على أنَّه ليس ممَّا ينبغِي أنْ يسألَ عنه لكونِه أمراً بـيِّناً غنياً عن الإخبارِ به وكذا إيمانُهم واستنظارُهم يومئذٍ وإنَّما المحتاجُ إلى البـيانِ عدمُ نفعِ ذلك الإيمانِ وعدمُ الإنظارِ كأنَّه قيل: لا تستعجلُوا فكأنِّي بكم قد آمنتُم فلم ينفعْكم واستنظرتُم فلم تُنظروا، وهذا على الوجهِ الأولِ ظاهرٌ وأمَّا على الأخيرينِ فالموصولُ عبارةٌ عن المقتولينَ يومئذٍ لا عن كافَّة الكَفَرةِ كما في الوجهِ الأول كيف لا وقد نفعَ الإيمانُ الطُّلقاءَ يومَ الفتحِ وناساً أمنُوا يومَ بدرٍ { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تُبالِ بتكذيبِهم { وَٱنتَظِرْ } النُّصرةَ عليهم وهلاكَهم { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } قيل: أيِ الغلبةَ عليكم كقولِه تعالى: { { فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبّصُونَ } [سورة التوبة: الآية 52] والأظهرُ أنْ يقالَ: إنَّهم منتظرون هلاكَهم كما في قوله تعالى: { { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مّنَ ٱلْغَمَامِ } [سورة البقرة: الآية 210] الآيةَ، ويقرُبُ منه ما قيلَ وانتظرْ عذابَنا إنَّهم مُنتظروه فإنَّ استعجالَهم المذكورَ وعكوفَهم على ما هُم عليه من الكُفر والمَعاصي في حُكم انتظارِهم العذابَ المترتِّبَ عليه لا محالةَ. وقُرىء على صيغةِ المفعولِ على مَعْنى أنَّهم أحقَّاءُ بأنْ يُنتظرَ هلاكُهم أو فإنَّ الملائكةَ ينتظرونَهُ.

عن النبـيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "مَن قرأَ ألم تنزيلُ وتباركَ الذي بـيدِه الملكُ أُعطيَ من الأجرِ كأنَّما أُوحي ليلةَ القدرِ" . وعنه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: "مَن قرأَ ألم تنزيلُ في بـيتِه لم يدخُلْه الشَّيطانُ ثلاثةَ أيَّامٍ" «