خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ
١٧
قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ
١٨
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ
١٩
وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
٢٠
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢١
ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ
٢٢
-الصافات

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ أَوَ ءابَاؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } رُفع على الابتداءِ، وخبرُه محذوفٌ عند سيبويهِ أي وآباؤنا الأوَّلُون أيضاً مبعوثُون. وقيل عطفٌ على محلِّ إنَّ واسمِها، وقيل على الضَّميرِ في مبعوثُون للفصلِ بهمزةِ الإنكارِ الجاريةِ مجرى حرفِ النَّفيِ في قوله تعالى: { { مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } [سورة الأنعام: الآية 148] وأيًّا ما كانَ فمرادُهم زيادةُ الاستبعادِ بناءً على أنَّهم أقدمُ فبعثهم أبعدُ على زعمهم. وقُرىء أو آباؤُنا.

{ قُلْ } تبكيتاً لهم { نِعْمَ } والخطابُ في قوله تعالى: { وَأَنتُمْ دٰخِرُونَ } لهم ولآبائِهم بطريقِ التَّغليبِ. والجملةُ حالٌ من فاعلِ ما دلَّ عليه نعم أي كلُّكم مبعوثون والحالُ أنَّكم صاغرونَ أذلاَّءُ. وقُرىء نَعِم بكسرِ العينِ وهي لغةٌ فيه. { فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } هي إمَّا ضميرٌ مبهمٌ يفسِّرهُ خبرُه، أو ضميرُ البعثةِ. والجملةُ جوابُ شرطٍ مضمرٍ أو تعليلٌ لنهيَ مقدَّرٍ أي إذا كانَ كذلك فإنَّما هي الخ. أو لا تستصعبُوه فإنَّما هي الخ. والزَّجرةُ الصَّيحةُ من زجرَ الرَّاعي غنمه إذا صاحَ عليها وهي النَّفخةُ الثَّانيةُ { فَإِذَا هُم } قائمونَ من مراقدهم أحياءً { يَنظَرُونَ } يُبصرون كما كانُوا أو ينتظرون ما يُفعل بهم { وَقَالُواْ } أي المبعوثونَ. وصيغةُ الماضي للدِّلالةِ على التَّحقُقِ والتَّقررِ { يٰوَيْلَنَا } أي هلاكنا احضُر فهذا أوانُ حضورِك. وقولُه تعالى: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدّينِ } تعليلٌ لدعائهم الويلِ بطريق الاستئنافِ أي اليوم الذي نُجازى فيه بأعمالنا، وإنَّما علموا ذلك لأنَّهم كانوا يسمعون في الدُّنيا أنَّهم يُبعثون ويُحاسبون ويُجزَون بأعمالهم فلمَّا شاهدوا البعثَ أيقنُوا بما بعدَه أيضاً. وقولُه تعالى: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } كلامُ الملائكةِ جواباً لهم بطريقِ التَّوبـيخِ والتَّقريعِ. وقيل هُو أيضاً من كلامِ بعضِهم لبعضٍ، والفصلُ القضاءُ أو الفرقُ بـين فِرقِ الهُدى والضَّلالِ. وقولُه تعالى: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } خطابٌ من اللَّهِ عزَّ وجلَّ للملائكةِ أو من بعضِهم لبعضٍ بحشر الظَّلمةِ من مقامهم إلى الموقفِ. وقيل من الموقفِ إلى الجحيمِ { وَأَزْوٰجُهُمْ } أي أشباهَهم ونظراءَهم من العُصاةِ، عابدُ الصَّنمِ مع عبدته وعابدُ الكوكبِ مع عَبَدتهِ، كقوله تعالى: { { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـٰثَةً } [سورة الواقعة: الآية 7] وقيل قرناءَهم من الشَّياطينِ وقيل نساءَهم اللاَّتي على دينهم { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ }.