خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ
٣٨
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
٤١
-فصلت

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ } عن الامتثالِ { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبّكَ } من الملائكة { يُسَبّحُونَ لَهُ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي دائماً { وَهُمْ لاَ يَسْـئَمُونَ } لا يفترُون ولا يَملّون. وقُرِىءَ لا يِسْأمُون بكسرِ الياءِ.

{ وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَـٰشِعَةً } يابسةً متطامنةً مستعارٌ من الخشوع بمعنى التذللِ { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَاء } أي المطرَ { ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } أي تحركتْ بالنبات وانتفختْ، لأنَّ النبتَ إِذَا دَنا أنْ يظهرَ ارتفعتْ له الأرضُ وانتفختْ ثم تصدعتْ عن النباتِ، وقيلَ: تزخرفتْ بالنباتِ. وقُرىءَ رَبَأَتْ أي ارتفعتْ { إِنَّ ٱلَّذِى أَحْيَـٰهَا } بما ذُكِرَ بعدَ موتِها { لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } بالبعث { أَنَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء } من الأشياءِ التي منْ جُملتها الإحياءُ { قَدِيرٌ } مبالغٌ في القُدرة.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ } يميلونَ عن الاستقامةِ. وقُرِىءَ يُلحدون { فِيۤ آيَاتِنَا } بالطعنِ فيَها وتحريفُها بحملها على المحاملِ الباطلةِ { لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } فنجازيَهم بإلحادِهم. وقولُه تعالَى: { أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } تنبـيةٌ على كيفيةِ الجزاءِ { ٱعْمَلُواْ } من الأعمال المؤديةِ إلى ما ذُكِرَ من الإلقاءِ في النارِ والإتيانِ آمناً، وفيه تهديدٌ شديدٌ { تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكُم بحسبِ أعمالِكم. وقولُه تعالَى:

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ } بدلٌ من قولِه تعالى إنَّ الذينَ يُلحدونَ الخ وخبرُ إنَّ هُو الخبرُ السابقُ وقيلَ: مستأنفٌ وخبرُها محذوفٌ وقالَ الكِسائِيُّ: سدَّ مسدّه الخبرُ السابقُ، والذكرُ القرآنُ. وقولُه تعالى { وَإِنَّهُ لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ } أي كثيرُ المنافعِ عديمُ النظيرِ، أو منيعٌ لاَ تتأتَّى معارضتُه. جملةُ حاليةٌ مفيدةٌ لغاية شناعةِ الكُفرِ بهِ.