{وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ} عن اتِّباعِي {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} بـيِّنُ العداوةِ حيثُ أخرجَ أباكُم من الجنةِ وعرَّضكُم للبليةِ.
{وَلَمَّا جَاء عِيسَىٰ بِٱلْبَيّنَـٰتِ} أي بالمعجزاتِ أو بآياتِ الإنجيلِ أو بالشرائعِ الواضحاتِ {قَالَ} لبني إسرائيلَ {قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ} لأعلِّمَكُم إيَّاها {وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} وهُو ما يتعلقُ بأمورِ الدِّينِ، وأما ما يتعلقُ بأمورِ الدُّنيا فليسَ بـيانُه من وظائفِ الأنبـياءِ عليهم السَّلامُ كما قالَ عليهِ السَّلامُ:
"أنتمُ أعلمُ بأمورِ دُنياكُم" . {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ} في مُخَالفتِي {وَأَطِيعُونِ} فيما أبلِّغُه عنْهُ تعالى {إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ} بـيانٌ لما أمرَهُم بالطاعةِ فيهِ، وهُو اعتقادُ التَّوحيدِ والتَّعبدُ بالشرائعِ {هَـٰذَا} أي التوحيدُ والتَّعبدُ بالشرائعِ {صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ} لا يضِلّ سالِكُه وهُو إمَّا من تتمة كلامِه عليه السَّلامُ أو استئنافٌ من جهتِه تعالى مقررٌ لمقالةِ عيسَى عليه السَّلامُ. {فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ} الفِرقُ المتحزبةُ {مِن بَيْنِهِمْ} أي مِن بـينِ مَنْ بُعثَ إليهم من اليهَّودِ والنصَّارَى. {فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ ظَلَمُواْ} من المختلفينَ {مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} هو يومُ القيامةِ. {هَلْ يَنظُرُونَ} أيْ ما ينتظرُ النَّاسُ {إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ} أي إلا إتيانَ الساعةِ. {بَغْتَةً} أيْ فجأةً لكنْ لا عندَ كونِهم مترقبـينَ لها بل غافلينَ عنها مشتغلينَ بأمورِ الدُّنيا منكرينَ لها وذلكَ قولُه تعالى: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}.