خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ
٦١
-المائدة

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَإِذَا جَآؤُوكُم قَالُواْ ءامَنَّا } نزلت في ناس من اليهود كانوا يدخُلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُظهرون له الإيمان نفاقاً، فالخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والجمعُ للتعظيم، أوْ له مَعَ مَنْ عنده من المسلمين، أي إذا جاؤوكم أظهروا الإسلام { وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ } أي يخرجون من عندك ملتبسين بالكفر كما دخلوا، لم يؤثِّرْ فيهم ما سمعوا منك، والجملتان حالان من فاعل قالوا، وبالكفر وبه حالان من فاعل دخلوا وخرجوا، وقد وإن دخلت لتقريب الماضي من الحال ليصح أن يقع حالاً، أفادت أيضاً بما فيها من معنى التوقع أن أمارات النفاق كانت لائحة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يظنه ويتوقع أن يظهره الله تعالى، ولذلك قيل: { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } أي من الكفر، وفيه وعيد شديد لهم.