خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٦٥
-الأنعام

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَـٰئِفَ ٱلأَرْضِ } حيث خلفتم الأممَ السالفة أو يخلُف بعضُكم بعضاً أو جعلكم خلفاءَ الله تعالى في أرضه تتصرفون فيها على أن الخطابَ عام { وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ } في الشرف والغنى { فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـٰتٍ } كثيرةٍ متفاوتة { لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا ءاتَـٰكُمُ } من المال والجاهِ أي ليعامِلَكم معاملةَ من يبتليكم لينظُرَ ماذا تعملون من الشكر وضدَّه { إِنَّ رَبَّكَ } تجريدُ الخطابِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع إضافة اسم الربِّ إلى ضميره عليه الصلاة والسلام لإبراز مزيدِ اللطفِ به عليه السلام { سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } أي عقابُه سريعُ الإتيان لمن لم يُراعِ حقوقَ ما آتاه الله تعالى ولم يشكُرْه لأن كلَّ آتٍ قريبٌ أو سريعُ التمامِ عند إرادتِه لتعاليه عن استعمال المبادي والآلات { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن راعاها كما ينبغي وفي جعل خبرِ هذه الجملةِ من الصفات الذاتيةِ الواردةِ على بناء المبالغةِ مؤكداً باللام مع جعل خبرِ الأولى صفةً جاريةً على غير مَنْ هي له من التنبـيه على أنه تعالى غفور رحيم بالذات مبالغٌ فيهما فاعلٌ للعقوبة بالعَرَض مسامحٌ فيها ما لا يخفي والله أعلم.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزلت عليَّ سورةُ الأنعام جملةً واحدةً يشيِّعها سبعونَ ألفَ ملكٍ لهم زَجَلٌ بالتسبـيح والتحميد فمن قرأ الأنعامَ صلى عليه واستغفر له أولئك السبعونَ ألفَ ملك بعد كل آية من سورة الأنعام يوماً وليلة" والله تعالى أعلم.