خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٢
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٤
-إبراهيم

مقاتل بن سليمان

دل على نفسه تعالى ذكره، فقال: { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ }، من أهل مكة، بتوحيد الله، { مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } [آية: 2].
ثم أخبر عنهم، فقال تعالى: { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } الفانية، { عَلَى ٱلآخِرَةِ } الباقية، { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }، يعني عن دين الإسلام، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً }، يعني سبيل الله عوجاً، يقول: ويريدون بملة الإسلام زيغاً، وهو الميل، { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } [آية: 3]، يعني في خسران طويل، وذلك أن رءوس كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وعن اتباع دينه.
ثم قال سبحانه: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ }، يعني بلغة قومه ليفهموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله سبحانه: { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } على ألسنة الرسل عن دينه الهدى، { وَيَهْدِي } إلى دينه، الهدى على ألسنة الرسل، { مَن يَشَآءُ }، ثم رد تعالى ذكره المشيئة إلى نفسه فقال: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه، { ٱلْحَكِيمُ } [آية: 4]، حكم الضلالة والهدى لمن يشاء.