خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
١
يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ
٢
-النحل

مقاتل بن سليمان

{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ }، وذلك أن كفار مكة لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الساعة، فخوفهم بها أنها كائنة، فقالوا: متى تكون؟ تكذيباً بها، فأنزل الله عز وجل: يا عبادي، { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ }{ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }، أي فلا تستعجلوا وعيدي، أنزل الله عز وجل أيضاً في قولهم: حم عسق: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [الشورى: 18]، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل، عليه السلام: { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ }، وثب قائماً، وكان جالساً، مخافة الساعة، فقال جبريل، عليه السلام: { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ }، فاطمأن النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك، ثم قال: { سُبْحَانَهُ }، نزه الرب تعالى نفسه عن شرك أهل مكة، ثم عظم نفسه جل جلاله، فقال: { وَتَعَالَىٰ }، يعني وارتفع، { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [آية: 1].
{ يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ }، يعني جبريل، عليه السلام، { بِٱلْرُّوحِ }، يقول: بالوحي، { مِنْ أَمْرِهِ }، يعني بأمره، { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } من الأنبياء، عليهم السلام، ثم أمرهم الله عز وجل أن ينذروا الناس، فقال: { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } [آية: 2]، يعني فاعبدون.