خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً
٧٦
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً
٧٧
-الإسراء

مقاتل بن سليمان

{ وَإِن }، يعني وقد { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ }، يعني ليستزلونك { مِنَ ٱلأَرْضِ }، يعني أرض المدينة، نزلت في حيي بن أخطب واليهود، وذلك أنهم كرهوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وحسدوه، وقالوا: يا محمد، إنك لتعلم أن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء، إنما أرض الأنبياء والرسل أرض المحشر أرض الشام، ومتى رأيت الله بعث الأنبياء في أرض تهامة، فإن كنت نبياً، فاخرج إليها، فإنما يمنعك منها مخافة أن يغلبك الروم، فإن كنت نبياً، فسيمنعك الله كما منع الأنبياء قبلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى الشام، فعسكر على رأس ثلاثة أميال بذي الحليفة لتنضم إليه أصحابه، فأتاه جبريل، عليه السلام، بهذه الآية: { وَإِن وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْض }{ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } [آية: 76]، يقول سبحانه: لو فعلوا ذلك لم ينظروا من بعدك إلا يسيراً حتى يعذبوا في الدنيا. فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا }، يقول الله سبحانه: كذلك سنة الله عز وجل في أهل المعاصي، يعني الأمم الخالية إن كذبوا رسلهم أن يعذبوا، { وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } [آية: 77]، إن قوله حق في أمر العذاب، يقول: السنة واحدة فيما مضى وفيما بقي.