{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً }، يعنى مما حرموا من الحرث والأنعام، نزلت فى ثقيف، وفى بنى عامر بن صعصعة، وخزاعة، وبنى مدلج، وعامر والحارث ابنى عبد مناة، ثم قال سبحانه: { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ }، يعنى تزيين الشيطان فى تحريم الحرث والأنعام، { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [آية: 168]، يعنى بين، { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِٱلسُّوۤءِ }، يعنى بالإثم، { وَٱلْفَحْشَآءِ }، يعنى وبالمعاصى؛ لأنه لكم عدو مبين، { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ } بأنه حرم عليكم { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [آية: 169] أنتم أنه حرمه.
ثم أخبر عنهم، فقال: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } من القرآن فى تحليل ما حرموه، { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ } من أمر الدين، فإن آباءنا أمرونا أن نعبد ما كانوا يعبدون، قل يا محمد: { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً } من الدين { وَلاَ يَهْتَدُونَ } [آية: 170] به أفتتبعونهم، ثم ضرب لهم مثلاً، فقال سبحانه: { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ }، يعني الشاة والحمار، { بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً }، يعنى مثل الكافر كمثل البهيمة إن أمرت أن تأكل أو تشرب سمعت صوتاً ولا تعقل ما يقال لها: فكذلك الكافر الذين يسمع الهدى والموعظة إذا دعي إليها، فلا يعقل ولا يفهم بمنزلة البهيمة، يقول: { صُمٌّ }، فلا يسمعون الهدى، { بُكْمٌ }، فلا يتكلمون بالهدى، { عُمْيٌ }، فلا يبصرون الهدى، { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [آية: 171] الهدى.