خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٨٥
-البقرة

مقاتل بن سليمان

{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } معشر اليهود بالمدينة { تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ }، يعنى يقتل بعضكم بعضاً، { وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً }، يعنى طائفة { مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ }، يعنى تعاونون { عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ }، يعنى بالمعصية { وَالْعُدْوَانِ }، يعنى بالظلم، ومكتوب عليهم فى التوراة أن يفدوا أسراهم فيشتروهم إذا أسرهم أهل الروم فى القتال إن كان عبداً أو أمة، يقول الله عز وجل: { وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ }، يقول: تصدقون ببعض ما فى التوراة لمن يقتل، والإخراج من الديار، فهو محرم عليكم إخراجهم، { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ }، يعنى الهوان { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }، فكان خزى أهل قريظة القتل والسبي، وخزي أهل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التى بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام، فكان هذا خزياً لهم وهواناً لهم، { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ }، يعنى رءوس اليهود، يقول: هم أشد عذاباً، يعنى رءوس اليهود من أهل ملتهم؛ لأنهم أول من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم من اليهود، ثم أوعدهم، فقال: { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [آية: 85].