{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } معشر اليهود بالمدينة { تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ }، يعنى يقتل بعضكم بعضاً، { وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً }، يعنى طائفة { مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ }، يعنى تعاونون { عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ }، يعنى بالمعصية { وَالْعُدْوَانِ }، يعنى بالظلم، ومكتوب عليهم فى التوراة أن يفدوا أسراهم فيشتروهم إذا أسرهم أهل الروم فى القتال إن كان عبداً أو أمة، يقول الله عز وجل: { وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ }، يقول: تصدقون ببعض ما فى التوراة لمن يقتل، والإخراج من الديار، فهو محرم عليكم إخراجهم، { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ }، يعنى الهوان { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }، فكان خزى أهل قريظة القتل والسبي، وخزي أهل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التى بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام، فكان هذا خزياً لهم وهواناً لهم، { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ }، يعنى رءوس اليهود، يقول: هم أشد عذاباً، يعنى رءوس اليهود من أهل ملتهم؛ لأنهم أول من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم من اليهود، ثم أوعدهم، فقال: { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [آية: 85].