{أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس {وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً} يقول تبارك وتعالى: لو شاء لجعل الظل دائماً لا يزول إلى يوم القيامة، {ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ} يعنى على الظل {دَلِيلاً} [آية: 45] تتلوه الشمس فتدفعه، حتى تأتى على الظل كله.
{ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا} يعنى الظل {قَبْضاً يَسِيراً} [آية: 46] خفيفاً {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِبَاساً} يعنى سكناً {وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً} يعنى الإنسان مسبوتاً لا يعقل كأنه ميت، {وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً} [آية: 47] ينتشرون فيه لابتغاء الرزق.
{وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَى} يعنى يبشر السحاب بالمطر {بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}، يعنى قدام المطر {وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً} يعنى المطر {طَهُوراً} [آية: 48] للمؤمنين {لِّنُحْيِـيَ بِهِ} المطر {بَلْدَةً مَّيْتاً} ليس فيه نبت فينبت بالمطر {وَنُسْقِيَهِ} بالرياح والمطر {مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً} فى تلك البلدة {وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً} [آية: 49] فى تلك البلدة.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} يعنى المطر بين الناس يصرف المطر أحياناً مرة بهذا البلدة، ومرة ببلد آخر، فذلك التصرف {لِيَذَّكَّرُواْ} فى صنعه، فيعتبروا فى توحيد الله عز وجل، فيوحده {فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً} [آية: 50] يعنى إلا كفراً بالله تعالى فى نعمه.
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا} زمانك يا محمد {فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً} [آية: 51] يعنى رسولاً، ولكن بعثناك إلى القرى كلها رسولاً اختصصناك بها {فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ} يعنى كفار مكة، دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ} يعنى بالقرآن {جِهَاداً كَبيراً} [آية: 52] يعنى شديداً.