خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ
٢
وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ
٣
أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
٤
مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٥
وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ
٦
-العنكبوت

مقاتل بن سليمان

{ الۤـمۤ } [آية: 1] { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ } نزلت فى مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر، وهو أول من يدعى إلى الجنة من شهداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فجزع عليه أبواه.
وكان الله تبارك وتعالى بين للمسلمين أنه لا بد لهم من البلاء والمشقة فى ذات الله عز وجل، وقال النبى صلى الله عليه وسلم يومئذ:
"سيد الشهداء مهجع" ، وكان رماه عامر بن الحضرمى بسهم فقتله، فأنزل الله عز وجل فى أبويه عبد الله وامرأته: { الۤـمۤ } [آية: 1] { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } [آية: 2] يقول: أحسبوا أن يتركوا عن التصديق بتوحيد الله عز وجل، ولا يبتلون فى إيمانهم.
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا } يقول: ولقد ابتلينا { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعنى من قبل هذه الأمة من المؤمنين، { فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ } يقول: فليرين الله الذين { صَدَقُواْ } فى إيمانهم من هذه الأمة عند البلاء، فيصبروا لقضاء الله عز وجل، { وَلَيَعْلَمَنَّ } يقول: وليرين { ٱلْكَاذِبِينَ } [آية: 3] فى إيمانهم فيشكوا عند البلاء.
ثم وعظ كفار العرب، فقال سبحانه: { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعنى الشرك نزلت فى بنى عبد شمس { أَن يَسْبِقُونَا } يعنى أن يفوتونا بأعمالهم السيئة حتى يجزيهم بها فى الدنيا، فقتلهم الله عز وجل ببدر منهم شيبة وعتبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وحنظلة بن أبى سفيان بن حرب، وعبيدة بن سعد بن العاص بن أمية، وعقبة بن أبى معيط، والعاص بن وائل، ثم قال عز وجل: { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [آية: 4] يعنى ما يقضون، يعنى بنى عبد شمس بن عبد مناف.
ثم قال تعالى: { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ } يقول: من خشى البعث فى الآخرة، فليعمل لذلك اليوم، { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } يعنى يوم القيامة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [آية: 5] لقول بنى عبد شمس بن عبد مناف حين قالوا: إنا نعطى فى الآخرة ما يعطى المؤمنون، يعنى بالمؤمنين بنى هاشم، وبنى عبد المطلب بن عبد مناف، العليم به.
نزلت { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ } فى بنى هاشم، وبنى عبد المطلب ابنى عبد مناف، منهم على بن أبى طالب، وحمزة، وجعفر، عليهم السلام، وعبيدة بن الحارث، والحصين، والطفيل ابنا الحارث بن المطلب، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وزيد بن حارثة، وأبو هند، وأبو ليلى مولى النبى صلى الله عليه وسلم، وأيمن ابن أم أيمن قتيل يوم حنين، رضى الله عنه، ثم قال تعالى: { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } يقول: من يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه، يقول: إنما أعمالهم لأنفسهم { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } [آية: 6] يعنى عن أعمال القبيلتين بنى هاشم، وبنى عبد المطلب، ابنى عبد مناف.