خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٥٩
ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ
٦٠
-آل عمران

مقاتل بن سليمان

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ }، وذلك " أن وفد نصارى نجران قدموا على النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة، منهم السيد، والعاقب، والأسقف، والرأس، والحارث، وقيس، وابنيه، وخالد، وخليد، وعمرو، فقال السيد والعاقب، وهما سيدا أهل نجران: يا محمد، لم تشتم صاحبنا وتعيبه؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ما صاحبكم؟، قالوا: عيسى ابن مريم العذارء البتول، قال أبو محمد بن ثابت، قال: العذراء البتول، المنقطعة إلى الله عز وجل، لقوله عز وجل: { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } [المزمل: 8].
قالوا: فأرنا فيما خلق الله عبداً مثله يحيى الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين طيراً، ولم يقولوا: بإذن الله، وكل آدمى له أب، وعيسى لا أب له، فتابعنا فى أن عيسى ابن الله ونتابعك، فإما أن تجعل عيسى ولداً وإما إلهاً، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: معاذ الله أن يكون له ولد، أو يكون معه إله، فقالا للنبى صلى الله عليه وسلم: أنت أحمد؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أنا أحمد، وأنا محمد، فقالا: فيم أحمد؟ قال: أحمد الناس عن الشرك، قالا: فإنا نسألك عن أشياء، قال النبى صلى الله عليه وسلم: لا أخبركم حتى تسلموا فتتبعونى، قالا: أسملنا قبلك، قال النبى صلى الله عليه وسلم: إنكما لم تسلما، حجزكما عن الإسلام ثلاثة: أكلكما الخنزير، وشربكما الخمر، وقولكما: إن لله عز وجل ولداً"
.
فغضبا عند ذلك، فقالا: من أبو عيسى؟ ائتنا له بمثل، فأنزل الله عز وجل: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ } { كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [آية: 59]، هذا الذى قال الله فى عيسى هو { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ } [آية: 60] يا محمد، يعنى من الشاكين فى عيسى أنه مثله كمثل آدم، فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: ليس كما تقول، ما هذا له بمثل.