خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوۤاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
٨٦
أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
٨٧
خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ
٨٨
إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٨٩
-آل عمران

مقاتل بن سليمان

{ كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوۤاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ }، يعنى البيان، { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [آية: 86]، { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَ } لعنة { وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [آية: 87]، يعنى والعالمين كلهم، { خَالِدِينَ فِيهَا } فى اللعنة، مقيمين فيها، { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } [آية: 88]، يعنى لا يناظر بهم العذاب، نزلت فى اثنى عشر رجلاً ارتدوا عن الإسلام، وخرجوا من المدينة كهيئة البداة، ثم انصرفوا إلى طريق مكة، فلحقوا بكفار مكة، منهم: طعمة بن أبيرق الأنصارى، ومقيس بن ضبابة الليثى، وعبد الله بن أنس بن خطل من بنى تيم بن مرة القرشى، ووجوج بن الأسلت الأنصارى، وأبو عامر بن النعمان الراهب، والحارث بن سويد بن الصامت الأنصارى من بنى عمرو بن عوف أخو الجلاس بن سويد بن الصامت.
ثم إن الحارث ندم فرجع تائباً من ضرار، ثم أرسل إلى أخيه الجلاس: إنى قد رجعت تائباً، فسل النبى صلى الله عليه وسلم هلى لى من توبة وإلا لحقت بالشام؟ فانطلق الجلاس إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فأخبره فلم يرد عليه شيئاً، فأنزل الله عز وجل فى الحارث، فاستثنى: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ }، فلا يعذبون { مِن بَعْدِ ذٰلِكَ }، يعنى من بعد الكفر، { وَأَصْلَحُواْ } فى العمل فيما بقى، { فَإِنَّ الله غَفُورٌ } لكفره، { رَّحِيمٌ } [آية: 89] به فيما بقى.