خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً
٥٥
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
٥٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً
٥٧
وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
٥٨
-الأحزاب

مقاتل بن سليمان

ثم رخص فى الدخول على نساء النبى صلى الله عليه وسلم من غير حجاب لأهل القرابة، فقال: { لاَّ جُنَاحَ } يعنى لا حرج { عَلَيْهِنَّ } فى الدخول على نساء النبى صلى الله عليه وسلم { فِيۤ آبَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ } يعنى كل حرة مسلمة { وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } يعنى عبيد نساء النبى صلى الله عليه وسلم أن يدخلوا عليهن من غير حجاب أن يكون منهن، أو منهم من لا يصلح فقال لهن: { وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَ } فى دخولهم عليكن { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالكم { شَهِيداً } [آية: 55] لم يغيب عن الله عز وجل من يدخل عليهن إن كان منهن، أو منهم ما لا يصلح.
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ } صلى الله عليه وسلم، أما صلاة الرب عز وجل فالمغفرة للنبى صلى الله عليه وسلم، وأما صلاة الملائكة فالاستغفار للنبى صلى الله عليه وسلم، ثم قال تعالى { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ } يعنى استغفروا للنبى صلى الله عليه وسلم { وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [آية: 56] فلمانزلت هذه الآية قال المسلمون: هذه لك، يا رسول الله، فما لنا؟ فنزلت
{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } [الأحزاب: 43].
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم نزلت فى اليهود من أهل المدينة، وكان أذاهم الله عز وجل أن زعموا أن لله ولداً، وأنهم يخلقون كما يخلق الله عز وجل يعنى التماثيل والتصاوير، وأما أذاهم للنبى صلى الله عليه وسلم، فإنهم زعموا أن محمداً ساحر مجنون شاعر كذاب { لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } يعنى باللعنة فى الدنيا العذاب والقتل والجلاء، وأما فى الآخرة فإن الله يعذبهم بالنار، فذلك قوله عز وجل: { وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } [آية: 57] يعنى عذاب الهوان.
{ وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَاناً } والبهتان ما لم يكن { وَإِثْماً مُّبِيناً } [آية: 58] يعنى بيناً، يقال: نزلت فى على بن إبى طالب، رضى الله عنه، وذلك أن نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه، وأن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، قال فى خلافته لأُبى ابن كعب الأنصارى إنى قرأت هذه الآية: { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } إلى آخر الآية، فوقعت منى كل موقع، والله إنى لأضربهم وأعاقبهم، فقال له أبى بن كعب،رحمه الله : إنك لست منهم إنك مؤدب معلم.