خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
٢
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٣
بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ
٤
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ
٥
قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
٦
ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
٧
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٨
-فصلت

مقاتل بن سليمان

{ حـمۤ } [آية: 1].
{ تَنزِيلٌ } حم، يعني ما حم في اللوح المحفوظ، يعنى ما قضي من الأمر، { مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } [آية: 2]، اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، { ٱلرَّحْمَـٰنِ } يعني المسترحم على خلقه، و { ٱلرَّحِيمِ }، أرق من الرحمن، { ٱلرَّحِيمِ } اللطيف بهم.
قوله: { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً }، ليفقهوه، ولو كان غير عربي، ما علموه، فذلك قوله: { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [آية: 3] ما فيه.
ثم قال: القرآن { بَشِيراً } بالجنة، { وَنَذِيراً } من النار، { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ }، يعني أكثر أهل مكة عن القرآن، { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } [آية: 4] الإيمان به.
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ }، وذلك
"أن أبا جهل بن هشام، وأبا سفيان بن حرب، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، دخلوا على علي بن أبي طالب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عنده، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا: لا إله إلا الله، فشق ذلك عليهم" ، { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ }، يقولون: عليها الغطاء، فلا تفقه ما تقول، { وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ }، يعني ثقل، فلا تسمع ما تقول: ثم إن أبا جهل بن هشام جعل ثوبه بينه وبين النبي صلى الله عليه سلم، ثم قال: يا محمد، أنت من ذلك الجانب، ونحن من هذا الجانب، { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ }، يعني ستر، وهو الثوب الذي رفعه أبو جهل، { فَٱعْمَلْ } يا محمد لإلهك الذي أرسلك، { إِنَّنَا عَامِلُونَ } [آية: 5] لآلهتنا التي نعبدها.
ثم قال تعالى: { قُلْ } يا محمد لكفار مكة: { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } لقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اعمل أنت لإهلك، ونحن لآلهتنا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } بالتوحيد، { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } من الشرك، ثم أوعدهم إن لم يتوبوا من الشرك، فقال: { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } [آية: 6]، يعني كفار قريش.
{ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ }، يعني لا يعطون الصدقة، ولا يطعمون الطعام، { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ }، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، { هُمْ كَافِرُونَ } [آية: 7] بها بأنها غير كائنة.
ثم قال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }، يعنى صدقوا بالتوحيد، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } من الأعمال { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [آية: 8]، يعنى غير منقوص فى الآخرة.