خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٣
-الأحقاف

مقاتل بن سليمان

قوله: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يقول أو لم يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } نزلت في " أبي خلف الجمحي عمد فأخذ عظما حائلا نخراً فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أتعدنا إذا بليت عظامنا، وكنا رفاتا أن الله يبعثنا جديداً، وجعل يفت العظم ويذريه في الريح، ويقول: يا محمد، من يحيي هذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: يحيى الله هذا، ثم يميتك، ثم يبعثك في الآخرة ويدخلك النار" ، فأنزل الله تعالى يعظه ليعتبر في خلق الله فيوحده، أو لم يروا أن الله، أو لم يعلموا أن الله الذي خلق السموات والأرض، لأنهم مقرون أن الله الذي خلقهما وحده.
{ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ } في الآخرة، وهما أشد خلقاً من خلق الإنسان بعد أن يموت ولم يعى بخلقهن إذ خلقهن، يعني عن بعث الموتى نظيرها في يس، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { بَلَىٰ } يبعثهم { إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من البعث وغيره { قَدِيرٌ } [آية: 33] فلما كفر أهل مكة بالعذاب أخبرهم الله بمنزلتهم في الآخرة.