{وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ}، بني إسرائيل، {مِن بَعْدِهِ}، حين انطلقوا إلى الطور، {مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً}، يعني صورة عجل جسد، يقول: ليس فيه روح، {لَّهُ خُوَارٌ}، يعني له صوت البهائم، ثم لم يصوت غير مرة واحدة، {أَلَمْ يَرَوْاْ}، يعني بني إسرائيل، {أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ}، يعني لا يقدر على أن يكلمهم، {وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً}، يعني طريقاً إلى الهدى، يعني العجل، {ٱتَّخَذُوهُ} العجل إلهاً، {وَكَانُواْ ظَالِمِينَ} [آية: 148]، يعني مشركين.
{وَلَمَّا سُقِطَ فَيۤ أَيْدِيهِمْ}، ندامة وندموا، {وَرَأَوْاْ} وعلموا {أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ} عن الهدى، {قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا}، يعني ويتجاوز عنا، {لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ} [آية: 149] في العقوبة، فلم يقبل الله توبتهم إلا بالقتل.
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ} من الجبل، {غَضْبَانَ أَسِفاً}، يعني حزيناً في صنع قومه في عبادة العجل، وكان أخبره الله على الطور بأمر العجل، ثم قال: {قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيۤ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}، يقول: استعجلتم ميقات ربكم أربعين يوماً، {وَأَلْقَى ٱلأَلْوَاحَ} من عاتقه، فذهب منها خمس وبقيت أربعة، {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ} هارون {يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}، يعني إلى نفسه، {قَالَ} هارون لموسى: {ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ} [آية: 150].
{قَالَ} موسى: {رَبِّ ٱغْفِرْ لِي}، يعني تجاوز عني، {وَلأَخِي} هارون، {وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ} [آية: 151].