خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
١٥٦
ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٥٧
-الأعراف

مقاتل بن سليمان

{ وَٱكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً }، يعني المغفرة، { وَفِي ٱلآخِرَةِ } حسنة، يعني الجنة، { إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ }، يعني تبنا إليك، { قَالَ } الله: { عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }، يعني ملأت كل شيء، قال إبليس: فأنا من كل شيء، قال الله تعالى: { فَسَأَكْتُبُهَا }، يعني الرحمة، { لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ }، فعزل إبليس، يعني للذين يوحدون ربهم، { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ }، يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [آية: 156]، يعني بالقرآن يصدقون أنه من الله، قالت اليهود: فنحن نتقي الله، ونؤتي الزكاة، فعزل إبليس واليهود.
ثم نعتهم، فقال: { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ } على دينه، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، يعني بالأمي الذي لا يقرأ الكتب، ولا يخطها بيمينه، { ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ }، يعني بالإيمان، { وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ }، يعني الشرك، { وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ }، يعني ما حرم الله من اللحوم والشحوم، { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلْخَبَآئِثَ }، يعني الميتة، والدم، ولحم الخنزير، { وَيَضَعُ } محمد صلى الله عليه وسلم { عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ }، يعني مما عهد الله إليهم من تحريم اللحوم، والشحوم، ولحم كل ذى ظفر، { وَ } يضع محمد صلى الله عليه وسلم { وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } واجبة من التغليظ والتشديد، الذي منه أن يقتل قاتل العمد البتة، ولا يعفي عنه، ولا يؤخذ منه الدية، ويقتل قاتل الخطأ، إلا أن يشاء ولي المقتول فيعفو عنه ونحوه، ولو صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم لوضع ذلك كله عنهم، { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ }، يعني صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم، { وَعَزَّرُوهُ }، يعني أعانوه على أمره، { وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ }، يعني القرآن، { ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ }، فمن فعل هذا فـ { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [آية: 157]، فقال موسى عند ذلك: اللهم اجعلني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.