خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٣
إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ
٤
فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥
-التوبة

مقاتل بن سليمان

ثم ذكر مشركي مكة الذين لا عهد لهم، فقال: { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ }، يعني يوم النحر، وإنما سمي الحج الأكبر؛ لأن العمرة هى الحج الأصغر، وقال: { أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيۤءٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } من العهد، { فَإِن تُبْتُمْ } يا معشر المشركين من الشرك، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الشرك، { وَإِن تَوَلَّيْتُمْ }، يقول: إن أبيتم التوبة فلم تتوبوا، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ }، خوفهم كما خوف أهل العهد أنكم أيضاً غير سابقي الله بأعمالكم الخبيثة حتى يجزيكم، بها، ثم قال: { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [آية: 3]، يعنى وجيع.
ثم جعل من لا عهد له أجله خمسين يوماً من النحر إلى انسلاخ المحرم، ثم رجع إلى خزاعة، وبني مدلج، وبنى خزيمة، في التقديم، فاستثنى، فقال: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }، فلم يبين الله ورسوله من عهدهم فى الأشهر الأربعة، { ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً }، فى الأشهر الأربعة، { وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً }، يعنى ولم يعينوا على قتالكم أحداً من المشركين، يقول الله: إن لم يفعلوا ذلك، { فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ }، يعنى الأشهر الأربعة، { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [آية: 4] الذين يتقون نقض العهد.
ثم ذكر من لم يكن له عهد غير خمسين يوماً، فقال: { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ }، يعني عشرين من ذي الحجة وثلاثين يوماً من المحرم، { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ }، يعني هؤلاء الذين لا عهد لهم إلا خمسين يوماً أين أدركتموهم فى الحل والحرم، { وَخُذُوهُمْ }، يعني وأسروهم، { وَٱحْصُرُوهُمْ }، يعني والتمسوهم، { وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ }، يقول: وأرصدوهم بكل طريق وهم كفار، { فَإِن تَابُواْ } من الشرك، { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ }، يقول: فاتركوا طريقهم، فلا تظلموهم، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } للذنوب ما كان فى الشرك، { رَّحِيمٌ } [آية: 5] بهم فى الإسلام.