{ وَلاَ تَكُونُواْ } متفرقين في الدين { كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ } في الدين كتفرق اليهود والنصارى في الدين { مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } بينات ما في كتابهم من الإسلام { وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ } يعني اليهود والنصارى { عَذَابٌ عَظِيمٌ } أعظم ما يكون { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ } في يوم تبيض وجوه قوم { وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } في يوم تسود وجوه قوم { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } تقول لهم الزبانية { أَكْفَرْتُمْ } بالله { بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } بالله { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } بالله { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ ٱللَّهِ } في جنة الله { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يموتون ولا يخرجون { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ } هذه آيات الله القرآن { نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } ننزل جبريل بها عليك { بِٱلْحَقِّ } لبيان الحق والباطل { وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } أن يكون منه ظلماً على العالمين على الجن والإنس { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } في الآخرة { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } أنتم خير أمة { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } كانت للناس ثم بين خيرهم فقال { تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتوحيد واتباع محمد { وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } عن الكفر والشرك ومخالفة الرسول { وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } وبجملة الكتب والرسل { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } يعني اليهود والنصارى { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } مما هم عليه { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } عبد الله بن سلام وأصحابه { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } الكافرون الناقضون العهد { لَن يَضُرُّوكُمْ } لن ينقصوكم اليهود { إِلاَّ أَذًى } باللسان بالشتم والطعن { وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ } في الدين { يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ } منهزمين { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من سيفكم وسبيكم إياهم { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ } جعلت عليهم مذلة الجزية { أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ } وجدوا لا يقدرون أن يقوموا مع المؤمنين { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ ٱللَّهِ } إلاَّ بالإيمان بالله { وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ } عهد من الأمراء بالجزية { وَبَآءُوا بِغَضَبٍ } استوجبوا بلعنة { مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ } جعل عليهم زي الفقر { ذٰلِكَ } المذلة { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد والقرآن { وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } بلا جرم { ذٰلِكَ } الغضب والمسكنة { بِمَا عَصَوْاْ } الله في السبت { وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } بقتل الأنبياء واستحلال المحارم.