خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ
٣٥
-يوسف

الدر المصون

قوله تعالى: { ثُمَّ بَدَا }: في فاعله أربعة أوجه، أحسنها: أنه ضمير يعود على السَّجن بفتح السين أي: ظهر لهم حَبْسُه، ويدل على ذلك لفظة "السِّجن" في قراءة العامة، وهو بطريق اللازم، ولفظُ "السَّجن" في قراءة مَنْ فتح السين. والثاني: أن الفاعل ضمير المصدر المفهوم مِنْ الفعل وهو "بدا" أي: بَدا لهم بداءٌ، وقد صَرَّح الشاعرُ به في قوله:

2793 ـ ................ بَدا لك في تلك القَلوص بداءُ

والثالث: أن الفاعلَ مضمرٌ يدلُّ عليه السياق، أي: بدا لهم رأيٌ. والرابع: أنَّ نفسَ الجملة مِنْ "لَيَسْجُنُنَّه" هي الفاعل، وهذا من أصول الكوفيين.
و "حتى" غايةٌ لما قبله. وقوله: "لَيَسْجُنُنَّه" على قول الجمهور جوابٌ لقسم محذوف، وذلك القسمُ وجوابه معمول لقولٍ مضمر، وذلك القولُ المضمر في محلِّ نصب على الحال، أي: ظهر لهم كذا قائلين: واللَّه لَيَسْجُنُنَّه حتى حين.
وقرأ الحسن "لَتَسْجُنُنَّه" بتاء الخطاب، وفيه تأويلان، أحدهما: أن يكونَ خاطب بعضُهم بعضاً بذلك. والثاني: أن يكونَ خوطب به العزيز تعظيماً له.
وقرأ ابن مسعود "عَتَّىٰ" بإبدال حاء "حتى" عيناً وأقرأ بها غيرَه فبلغ ذلك عمرَ بن الخطاب فكتب إليه: "إن هذا القرآن نزل بلغة قريش، فَأَقْرِىء الناسَ بلغتهم". قلت: وإبدال الحاء عيناً لغة هُذَليَّة.