خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
-الحجر

الدر المصون

والهاء في : { بِهِ } يجوز عَوْدُها على ما تقدَّم من الثلاثة، ويكون تأويلُ عَوْدِها على الاستهزاءِ والشِّرْكِ، أي: لا يؤمنون بسببِه. وقيل: للرسولِ، وقيل: للقرآن. وقال أبو البقاء: "ويجوز أن يكونَ حالاً، أي: لا يؤمنون مُسْتهزئين" قلت: كأنه جعل "به" متعلقاً بالحالِ المحذوفةِ قائماً مَقامَها، وهو مردودٌ؛ لأن الجارَّ إذا وقع حالاً أو نعتاً أو صلةً أو خبراً تعلَّق بكونٍ مطلقٍ لا خاصٍ، وكذا الظرفُ.
ومحلُّ { لاَ يُؤْمِنُونَ } النصبُ على الحال، ويجوز أَنْ لا يكونَ لها محلَّ، لأنها بيانٌ لقوله { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ }.
وقوله { وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } استئناف.
والسَّلْكُ: الإِدخال. يقال: سَلَكْتُ الخيطَ في الإبْرة، ومنه
{ { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } [المدثر: 42] يُقال: سَلَكَه وأَسْلكه، أي: نَظَمَه، قال الشاعر:

2935- وكنتُ لِزازَ خَصْمِك لم أُعَرِّدْ وقد سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيْبِ

وقال الآخر في "أَسَلَكَ":

2936- حتى إذا أَسْلَكُوهمْ في قُتائِدَةٍ شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالةُ الشُّرُدا