خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ
٦٥
-الحجر

الدر المصون

وقد تقدَّم الخلافُ في قولِه تعالى: { فَأَسْرِ }: قطعاً ووصلاً في هود. وقرأ اليمانيُّ فيما نقل ابن عطية وصاحب "اللوامح"فَسِرْ" من السَّيْر. وقرأت فرقةٌ "بقِطَع" بفتح الطاء. وقد تَقَدَّم في يونس: أن الكسائيَّ وابنَ كثير قرآه بالسكون في قوله "قطعاً"، والباقون بالفتح.
قوله: { حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } "حيث" على بابِها مِنْ كونِها ظرفَ مكانٍ مبهمٍ، ولإِبهامها تعدَّى إليها الفعلُ من غير واسطة على أنه قد جاء في الشعر تَعَدِّيْه إليها بـ "في" كقولِه:

2943- فَأصْبَحَ في حيثُ التقَيْنا شريدُهُمْ طَليقٌ ومكتوفُ اليدين ومُزْعِفُ

وزعم بعضُهم أنها هنا ظرفُ زمانٍ، مستدلاًّ بقولِه "بقِطْعٍ من الليل"، ثم قال: { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ }، أي: في ذلك الزمان. وهو ضعيفٌ، ولو كان كما قال لكان التركيبُ: حيث أُمِرْتم، على أنه لو جاء التركيب كذا لم يكن فيه دلالةٌ.