خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
٨١
-النحل

الدر المصون

قوله تعالى: { أَكْنَاناً }: جمع "كِنّ" وهو ما حَفِظ مِن الريح والمطرِ، وهو في الجبل: الغار.
قوله: { تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } قيل: حُذِف المعطوفُ لفَهْمِ المعنى، أي: والبردَ كقوله:

3014- كأنَّ الحصى مِنْ خلفِها وأمامِها إذا نَجَلَتْه رِجْلُها حَذْفُ أَعْسرا

أي: ويدُها، وقيل: لا حاجةَ إلى ذلك لأنَّ بلادَهم حارَّة. وقال الزجاج: "اقتصر على ذِكْر الحرِّ؛ لأنَّ ما يقيه يَقي البردَ". وفيه نظرٌ للاحتياجِ إلى زيادةٍ كثيرةٍ لوقاية البرد.
قوله: { كَذَلِكَ يُتِمُّ } أي: مِثْلَ ذلك الإِتمامِ السابقِ يُتِمُّ نعمتَه عليكم في المستقبل. وقرأ ابن عباس: "تَتِمُّ" بفتح التاءِ الأولى، "نِعْمَتُه" بالرفع على الفاعلية. وقرأ أيضاً "نِعَمه" جمع "نعمة" مضافةً لضميرِ الله تعالى. وعنه: { لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } بفتح التاءِ واللامِ مضارع "سَلِم" من السَّلامة، وهو مناسبٌ لقولِه { تَقِيكُم بَأْسَكُمْ }؛ فإنَّ المرادَ به الدُّروعُ الملبوسةُ في الحرب.