خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً
١٣
-الإسراء

الدر المصون

قوله تعالى: { وَنُخْرِجُ }: العامَّةُ على "نُخْرِجُ" بنونِ العظمة مضارع "اَخْرَجَ"، و"كتاباً" فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعولٌ به والثاني: أنه منصوبٌ على الحالِ من المفعول المحذوف، إذ التقديرُ: ونُخْرِجُه إليه كتاباً، ونُخْرِجُ الطائرَ.
ورُوِي عن أبي جعفر: "ويُخْرَجُ" مبنيَّاً للمفعول، "كتاباً" نصبٌ على الحال، والقائمُ مَقامَ الفاعلِ ضميرُ الطائرِ، وعنه أنَّه رَفَع "كتاباً". وخُرِّج على أنَّه مرفوعٌ بالفعلِ المبنيِّ للمفعول، والأولى قراءة قلقةٌ.
وقرأ الحسن: "ويَخْرُجُ" بفتحِ الياءِ وضمِّ الراءِ مضارعَ "خَرَجَ"، "كتابٌ" فاعلٌ به، وابن محيصن ومجاهد كذلك، إلا أنهما نَصَبا "كتاباً" على الحال، والفاعلُ ضميرُ الطائرِ، أي: ويَخْرُجُ له طائرُه في هذه الحالِ. وقرئ "ويُخْرِجُ" بضمِّ الياء وكسرِ الراء مضارعَ "اَخْرَجَ"، والفاعلُ ضميرُ الباري تعالى، "كتاباً" مفعولٌ.
قوله: "يَلْقَاْه" صفةٌ لـ"كتاباً"، و"مَنْشُوراً" حالٌ من هاء "يَلْقاه". وجوَّز الزمخشري والشيخ وأبو البقاء أن يكونَ نعتاً لكتاب. وفيه نظرٌ: من حيث إنه يَلْزَمُ تقدُّم الصفةِ غير الصريحة على الصريحةِ، وقد تقدَّم ما فيه.
وقرأ ابنُ عامر "يُلَقَّاه" بضمِّ الياء وفتح اللام وتشديد القاف، مضارعَ "لَقَّى" بالتشديد، والباقون: بالفتح والسكونِ والتخفيف مضارع لَقِي.