خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٢٢
-الحج

الدر المصون

قوله: { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ }: كلَّ: نصبٌ على الظرفِ. وقد تقدَّم الكلامُ في تحقيقِها في البقرة. والعاملُ فيها هنا قوله: { أُعِيدُواْ }. و{ مِنْ غَمٍّ } فيه وجهان أحدُهما: أنه بدلٌ من الضميرِ في "منها" بإعادةِ العاملِ، بدلُ اشتمالٍ كقولِه: { لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ } [الزخرف: 33]. ولكن لا بُدَّ في بدلِ الاشتمال من رابطٍ، ولا رابطَ، فقالوا: هو مقدرٌ تقديره: مِنْ غَمِّها. والثاني: أنه مفعولٌ له، ولمَّا نَقَصَ شرطٌ من شروطِ النصبِ جُرَّ بحرفِ السَّببِ. وذلك الشرطُ: هو عدمُ اتحادِ الفاعلِ؛ فإن فاعل الخروجِ غيرُ فاعلِ الغَمِّ، فإنَّ الغَمَّ من النارِ والخروجَ من الكفار.
قوله: { وَذُوقُواْ } منصوبٌ بقولٍ مقدرٍ معطوفٍ على "أُعِيْدُوا" أي: وقِيل لهم: ذُوْقوا.