خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٩
-الحج

الدر المصون

قوله: { ثَانِيَ عِطْفِهِ }: حالٌ مِنْ فاعلِ "يُجادل" أي: معترضاً. وهي إضافةٌ لفظيةٌ نحو { مُّمْطِرُنَا }. والعامَّةُ على كسرِ العين وهو الجانُب، كَنَىٰ به عن التكبُّر. والحسن بفتح العين، وهو مصدرٌ بمعنى التعطُّف، وصفة بالقسوةِ.
قوله: { لِيُضِلَّ } متعلقٌ: إمَّا بـ"يُجادِلُ"، وإمَّا بـ"ثانيَ عِطْفِهِ". وقرأ العامَّة بضم الياء مِنْ "يُضِلُّ" والمفعولُ محذوفٌ أي: ليُضِلَّ غيرَه. وقرأ مجاهد وأبو عمروٍ في روايةٍ فتحها أي: ليَضِلَّ هو في نفسه.
قوله: { لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ } هذه الجملةُ يجوز أن تكونَ حالاً مقارِنَةً أي: مُسْتحقاً ذلك، وأن تكونَ حالاً مقدرةً، وأن تكونَ مستأنفةً. وقرأ زيد بن علي "وأُذِيْقُه" بهمزة المتكلم. "وعذابَ الحريق" يجوز أَنْ يكون من باب إضافة الموصوف لصفتِه، إذ الأصلُ: العذاب الحريق أي: المُحْرِق كالسَّميع بمعنى المُسْمِع.