خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ
٥٥
-النور

الدر المصون

قوله: { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ }: فيه وجهان، أحدُهما: هو جوابُ قسمِ مضمرٍ أي: أُقْسِم لَيَسْتَخْلِفَنَّهم ويكونُ مفعولُ الوعدِ محذوفاً تقديرُه: وَعَدَهم الاستخلافَ لدلالةِ قوله: { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ } عليه. والثاني: أَنْ يجريَ "وعد" مَجْرى القسمِ لتحقُّقِه، فلذلك أُجيب بما يُجاب به القَسَمُ.
قوله: { كَمَا ٱسْتَخْلَفَ } أي: استخلافاً كاستخلافهم. والعامَّةُ على بناء "اسْتَخْلَفَ" للفاعل. وأبو بكر بناه للمفعول. فالموصولُ منصوبٌ على الأول، ومرفوعٌ على الثاني.
قوله: { وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ } قرأ ابن كثير وأبو بكرٍ "ولَيُبْدِلَنَّهم" بسكونِ الباءِ وتخفيفِ الدال مِنْ "أَبْدَلَ". وقد تقدَّم توجيهُها في الكهف في قولِه:
{ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا } [الكهف: 81].
قوله: { يَعْبُدُونَنِي } فيه سبعةُ أوجهٍ، أحدُها: أنه مستأنفٌ أي: جوابٌ لسؤالٍ مقدَّر كأنه قيل: ما بالُهم يُسْتَخْلَفون ويُؤَمَّنون؟ فقيل: يَعْبُدونني. الثاني: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: هم يعبدونني. والجملةُ أيضاً استئنافيةٌ تقتضي المدحَ. الثالث: أنه حالٌ مِنْ مفعولِ "وَعَدَ اللهُ". الرابع: أنه حالٌ مِنْ مفعولُ "لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ". الخامس: أن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِه. السادس: أَنْ يكونَ حالاً مِنْ مفعولِ "لَيُبَدِّلَنَّهُمْ". السابع: أَنْ يكونَ حالاً مِنْ فاعلِه.
قوله: { لاَ يُشْرِكُونَ } يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً، وأن يكونَ حالاً مِنْ فاعلِ "يَعْبُدُونَنِي" أي: يَعْبُدونني مُوَحِّدين، وأن يكونَ بدلاً من الجملةِ التي قبلَه الواقعةِ حالاً وقد تَقَدَّم ما فيها.