خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠
-القصص

الدر المصون

قوله: { فَارِغاً }: خبرُ "أصبحَ" أي: فارغاً من العقلِ، أو من الصبرِ، أو من الحُزْن. وهو أبعدُها. ويَرُدُّه قراءاتٌ تُخالِفهُ: فقرأ فضالةُ والحسنُ "فَزِعاً" بالزاي، مِنَ الفزعِ. وابن عباس "قَرِعاً" بالقافِ وكسرِ الراء وسكونِها، مِنْ قَرِِعَ رأسُه: إذا انحسَرَ شعرُه. والمعنىٰ: خلا مِنْ كلِّ شيء، وانحسَر عنه كلُّ شيءٍ، إلاَّ ذِكْرَ موسى. وقيل: الساكنُ الراءِ مصدرُ قَرَعَ يَقْرَعُ أي: أصيب. وقُرِىء "فِرْغاً" بكسر الفاءِ وسكونِ الراء. والغينِ معجمةً، أي: هَدْراً. كقوله:

3585ـ فإنْ يَكُ قَتْلى قد أُصيبَتْ نفوسُهُمْ فلَنْ يَذْهبُوا فَرْغاً بقَتْلِ حِبالِ

"فَرْغاً" حالٌ مِنْ "بِقَتْلِ". وقرأ الخليلُ "فُرُغاً" بضم الفاء والراء وإعجامِ الغين، من هذا المعنىٰ.
قوله: { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي } "إنْ": إمَّا مخففةٌ، وإمَّا نافيةٌ. واللامُ: إمَّا فارقةٌ، وإمَّا بمعنى إلاَّ.
قوله: { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا } جوابُها محذوفٌ أي: لأَبْدَتْ، كقولِه:
{ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف: 24]. و{ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } متعلقٌ بـ"رَبَطْنا". والباء في "به" مزيدةٌ في المفعولِ أي: لِتُظْهِرَه وقيل: ليسَتْ زائدةً بل سببيةٌ. والمفعولُ محذوفٌ أي: لَتُبْديْ القولَ بسببِ موسىٰ أو بسببِ الوَحْي. فالضميرُ يجوزُ عَوْدُه على موسىٰ أوعلى الوحي.