قوله: { إِلاَّ رَحْمَةً }: فيه وجهان، أحدهما: هو منقطعٌ أي لكنْ رَحِمَكَ رحمةً. والثاني: أنه متصلٌ. قال الزمخشري: "هذا كلامٌ محمولٌ على المعنى. كأنه قيل: وما أَلْقَىٰ إليك الكتابَ إلاَّ رحمةً" فيكونُ استثناءً من الأحوالِ أو من المفعولِ له.
قوله: { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ } قرأ العامَّةُ بفتح الياء وضمِّ الصاد، مِنْ صَدَّه، يَصُدَّه. وقٌرِىء بضمِّ الياء وكسرِ الصاد مِنْ أصَدَّه بمعنى صَدَّه، حكاها أبو زيدٍ عن كلبٍ. قال:
3632ـ أناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسيفِ عنهم صُدودَ السَّوافي عن أُنوفِ المَخارِمِ
وأصلُ يَصُدُّونك: يَصُدُّونَنَّك، فَفُعِل فيه ما فُعِل في { لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ } [هود: 8].