خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
٣٨
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٣٩
حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
٤٠
-هود

التسهيل لعلوم التنزيل

{ وَكُلَّمَا } يحتمل أن يكون جوابها سخروا منه، أو قال إن تسخروا { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } تهديد، ومن يأتيه منصوب بتعلمون { عَذَابٌ يُخْزِيهِ } هو الغرق والعذاب المقيم عذاب النار { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } غاية لقوله: ويصنع الفلك { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } الذي يوقد فيه عند ابن عباس وغيره، ورُوي أنه كان تنور آدم خلص إلى نوح، وقيل: التنور وجه الأرض { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } المراد بالزوجين: الذكر والأنثى من الحيوان، وقرئ من كل بغير تنوين فعمل احمل في اثنين ومن قرأ بالتنوين عمل احمل في زوجين، وجعل اثنين نعت له على جهة التأكيد { وَأَهْلَكَ } أي قرابتك، وهو معطوف على ما عمل فيه احمل { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } أي من قضي عليه بالعذاب فهو مستثنى من أهله، والمراد بذلك ابنه الكافر وامرأته { وَمَنْ آمَنَ } معطوف على أهلك، أي احمل أهلك ومن آمن من غيرهم { وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } قيل: كانوا ثمانين وقيل عشرة وقيل ثمانية.