{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعَاجِلَةَ } الآية: في الكفار الذين يريدون الدنيا، ولا يؤمنون بالآخرة، على أن لفظها أعم من ذلك، والمعنى أنهم يعجل الله لهم حظاً من الدنيا بقيدين: أحدهما تقييد المقدار المعجل بمشيئة الله، والآخر: تقييد الشخص المعجل له بإرادة الله، ولمن نريد بدل من له، وهو بدل بعض من كل { مَّدْحُوراً } أي مبعداً أو مهاناً { وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا } أي عمل لها عملها { كُلاًّ نُّمِدُّ } انتصب كلاً بنمد وهو من المدد ومعناه: نزيدهم من عطائنا { هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ } بدل من كلاً، والإشارة إلى الفريقين المتقدمين { مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ } يعني رزق الدنيا، وقيل: من الطاعات لمن أراد الآخرة، ومن المعاصي لمن أراد الدنيا، والأول أظهر { مَحْظُوراً } أي ممنوعا { فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ } يعني في رزق الدنيا { لاَّ تَجْعَل } خطاب لواحد، والمراد به جميع الخلق، لأن المخاطب غير معين { مَذْمُوماً } أي يذمه الله وخيار عباده { مَّخْذُولاً } أي غير منصور.