{ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ } الآية: تقدّم الكلام على نظيرتها { وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ } أي اختبر، فالعامل في إذ فعل مضمر تقديره أذكر، وقوله: { بِكَلِمَٰتٍ } قيل: مناسك الحج، وقيل: خصال الفطرة العشرة، وهي: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وإعفاء اللحية، وقص الأظافر، ونتف الإبطين، وحلق العانة، والختان، والاستنجاء، وقيل هي ثلاثون خصلة: عشرة ذكرت في براءة من قوله: التائبون العابدون، وعشرة في الأحزاب من قوله: إن المسلمين والمسلمات، وعشرة في المعارج من قوله: إلاّ المصلين { فَأَتَمَّهُنَّ } أي عمل بهن { وَمِن ذُرِّيَّتِي } استفهام أو رغبة { عَهْدِي } الإمامة { ٱلْبَيْتَ } الكعبة { مَثَابَةً } اسم مكان من قولك: ثاب إذا رجع، لأنّ الناس يرجعون إليه عاماً بعد عام { وَٱتَّخِذُواْ } بالفتح إخبار عن المتبعين لإبراهيم عليه السلام، وبالكسر إخبار لهذه الأمّة، وافق قول عمر رضي الله عنه: لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقيل أمر لإبراهيم وشيعته، وقيل لبني إسرائيل فهو على هذا عطف على قوله: اذكروا نعمتي، وهذا بعيد { مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ } هو الحجر الذي صعد به حين بناء الكعبة، وقيل المسجد الحرام { مُصَلًّى } عبارة عن الأمر والوصية { طَهِّرَا بَيْتِيَ } عبارة عن بنيانه بنية خالصة كقولهم: أسس على التقوى، وقيل: المعنى طهراه عن عبادة الأصنام { لِلطَّائِفِينَ } هم الذين يطوفون بالكعبة، وقيل: الغرباء القادمون على مكة، والأول أظهر { وَٱلْعَاكِفِينَ } هم المعتكفون في المسجد، وقيل: المصلون، وقيل: المجاورون من الغرباء، وقيل: أهل مكة، والعكوف في اللغة: اللزوم.