{قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ} أي هل الذي تقول حق أم مزاح، وانظر كيف عبر عن الحق بالفعل، وعن اللعب بالجملة الإسمية، لأنه أثبت عندهم {فطَرَهُنَّ} أي خلقهن، والضمير للسمٰوات والأرض، أو التماثيل، وهذا أليق بالرد عليهم {بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ} يعني خروجهم إلى عيدهم {جُذَاذاً} أي فتاتاً، ويجوز فيه الضم والكسر والفتح، وهو من الجذ بمعنى القطع {إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ} ترك الصنم الكبير لم يكسره وعلق القدوم في يده {لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} الضمير للصنم الكبير أي يرجعون إليه فيسألونه فلا يجيبهم، فيظهر لهم أنه لا يقدر على شيء، وقيل: الضمير لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، أي يرجعون إليه فيبين لهم الحق.
{قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا} قبله محذوف تقديره: فرجعوا من عيدهم فرأوا الأصنام مكسورة، فقالوا: {مَن فَعَلَ هَـٰذَا} {فَتًى يَذْكُرُهُمْ} أي يذكرهم بالذم وبقوله: {لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} {يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} قيل: إن إعراب إبراهيم منادى، وقيل: خبر ابتداء مضمر، وقيل رفع على الإهمال، والصحيح أنه مفعول لم يسم فاعله، لأن المراد الاسم لا المسمى وهذا اختيار ابن عطية والزمخشري {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أي يشهدون عليه بما فعل أو يحضرون عقوبتنا له.