خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ
٥٥
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ
٥٦
وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ
٥٧
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
٥٨
قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَآ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ
٥٩
قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ
٦٠
قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
٦١
-الأنبياء

التسهيل لعلوم التنزيل

{ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ } أي هل الذي تقول حق أم مزاح، وانظر كيف عبر عن الحق بالفعل، وعن اللعب بالجملة الإسمية، لأنه أثبت عندهم { فطَرَهُنَّ } أي خلقهن، والضمير للسمٰوات والأرض، أو التماثيل، وهذا أليق بالرد عليهم { بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ } يعني خروجهم إلى عيدهم { جُذَاذاً } أي فتاتاً، ويجوز فيه الضم والكسر والفتح، وهو من الجذ بمعنى القطع { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } ترك الصنم الكبير لم يكسره وعلق القدوم في يده { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } الضمير للصنم الكبير أي يرجعون إليه فيسألونه فلا يجيبهم، فيظهر لهم أنه لا يقدر على شيء، وقيل: الضمير لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، أي يرجعون إليه فيبين لهم الحق.
{ قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا } قبله محذوف تقديره: فرجعوا من عيدهم فرأوا الأصنام مكسورة، فقالوا: { مَن فَعَلَ هَـٰذَا } { فَتًى يَذْكُرُهُمْ } أي يذكرهم بالذم وبقوله: { لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } { يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } قيل: إن إعراب إبراهيم منادى، وقيل: خبر ابتداء مضمر، وقيل رفع على الإهمال، والصحيح أنه مفعول لم يسم فاعله، لأن المراد الاسم لا المسمى وهذا اختيار ابن عطية والزمخشري { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } أي يشهدون عليه بما فعل أو يحضرون عقوبتنا له.