{ قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ } هذه الآيات توقيف لهم على أمور لا يمكنهم الإقرار بها، وإذا أقروا بها لزمهم توحيد خالقها والإيمان بالدار الآخرة { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } قرىء في الأول لله باللام بإجماع، جواباً لقوله: { لِّمَنِ ٱلأَرْضُ }، وكذلك قرأ الجمهور الثاني والثالث، وذلك على المعنى لأن قوله: { مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } في معنى لمن هي، وقرأ أبو عمرو الثاني والثالث بالرفع على اللفظ { مَلَكُوتُ } مصدر وفي بنائه مبالغة { يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } الإجارة المنع من الإهانة، يقال: أجرت فلاناً على فلان، إذا منعته من مضرته وإهانته، فالمعنى أن الله تعالى يغيث من شاء ممن شاء، ولا يغيث أحد منه أحداً { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } أي تخدعون عن الحق والخادع لهم الشيطان، وذلك تشبيه بالسحر في التخليط والوقوع في الباطل، ورتب هذه التوبيخات الثلاثة بالتدريج فقال أولاً: { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ثم قال ثانياً: { أَفَلاَ تَتَّقُونَ }، وذلك أبلغ، لأن فيه زيادة تخويف، ثم قال ثالثاً: { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } وفيه من التوبيخ ما ليس في غيره { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } يعني فيما ينسبون لله من الشركاء والأولاد، ولذلك رد عليهم بنفي ذلك.