{ وَدَّت طَّآئِفَةٌ } هم اليهود، دعوا حذيفة وعماراً ومعاذاً إلى اليهودية { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } أي لا يعود وبال الإضلال إلا عليهم { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } أي تعلمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي { لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ } أي تخلطون: والحق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والباطل الكفر به { آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ } كان قوم من اليهود لعنهم الله أظهروا الإسلام أول النهار، ثم كفروا آخره ليخدعوا المسلمين فيقولوا: ما رجع هؤلاء إلاّ عن علم، وقال السهيلي: إنّ هذه الطائفة هم عبد الله بن الصيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ } يحتمل أن يكون من تمام الكلام؛ الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله متصلاً بقوله: إن الهدى هدى الله وأن يكون من كلام أهل الكتاب فيكون متصلاً بقولهم: ولا تؤمنوا إلاّ لمن تبع دينكم، ويكون إنّ الهدى اعتراضاً بين الكلامين، فعلى الأول يكون المعنى: كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وقلتم ما قلتم، ودبرتم ما دبرتم من الخداع، فموضع أن يؤتى مفعول من أجله، أو منصوب بفعل مضمر تقديره: فلا تنكروا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من الكتاب والنبوة، وعلى الثاني فيكون المعنى: لا تؤمنوا، أي لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } واكتموا ذلك على من لم يتبع دينكم لئلا يدعوهم إلى الإسلام، فموضع أن يؤتى مفعول بتؤمنوا المضمن معنى تقروا، ويمكن أن يكون في موضع المفعول من أجله: أي لا تؤمنوا إلاّ لمن تبع دينكم كراهية أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { أَوْ يُحَآجُّوكُمْ } عطف على أن يؤتى، وضمير الفاعل للمسلمين، وضمير المفعول لليهود { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } ردّ على اليهود في قولهم: لم يؤت أحداً مثل ما أوتي بنو إسرائيل من النبوة والشرف.