{ وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } اللام هنا يجوز أن تكون زائدة أو للتعليل ويكون المفعول على هذا محذوف، فإن قيل: كيف عطف أمرت على أمرت والمعنى واحد؟ فالجواب أن الأول أمر بالعبادة والإخلاص والثاني أمر بالسبق إلى الإسلام فهما معنيان اثنيان وكذلك قوله: { قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ } ليس تكراراً لقوله { أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ }، لأن الأول إخبار بأنه مأمور بالعبادة الثاني إخبار بأنه يفعل العبادة. وقدم اسم الله تعالى للحصر واختصاص العبادة به وحده { فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } هذا تهديد ومبالغة في الخذلان والتخلية لهم على ما هم عليه { ظُلَلٌ } جمع ظلة بالضم، وهو ما غشي من فوق كالسقف، فقوله { مِّن فَوْقِهِمْ } بيّن وأما { وَمِن تَحْتِهِمْ } فسماه ظلة لأنه سقف لمن تحتهم؛ فإن جهنم طبقات وقيل: سماه ظلة لأنه يلتهب ويصعد من أسفلهم إلى فوقهم.