{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } خطاب عام، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الناس { فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ } انتصب خبراً هنا، وفي قوله: { ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } بفعل مضمر لا يظهر تقديره إيتوا خيراً لكم، هذا مذهب سيبويه، وقال الخليل: انتصب بقوله آمنوا وانتهوا على المعنى، وقال الفراء فآمنوا إيماناً خيراً لكم فنصبه على النعت لمصدر محذوف، وقال الكوفيون هو خبر كان المحذوفة تقديره يكن الإيمان خيراً لكم { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو غني عنكم لا يضره كفركم { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } هذا خطاب للنصارى لأنهم غلوا في عيسى حتى كفروا، فلفظ أهل الكتاب عموم يراد به الخصوص في النصارى، بدليل ما بعد ذلك والغلو هو الإفراط وتجاوز الحد { وَكَلِمَتُهُ } أي مكون عن كلمته التي هي كن من غير واسطة أب ولا نطفة { وَرُوحٌ مِّنْهُ } أي ذو روح من الله، فمن هنا لابتداء الغاية، والمعنى من عند الله، وجعله من عند الله لأن الله أرسل به جبريل عليه السلام إلى مريم { وَلاَ تَقُولُواْ ثَلٰثَةٌ } نهي عن التثليث، وهو مذهب النصارى وإعراب ثلاثة خبر مبتدأ مضمر { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } برهان على تنزيهه تعالى عن الولد، لأنه مالك كل شيء.