خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
١٢٤
قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
١٢٥
وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ
١٢٦
وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ
١٢٧
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
١٢٨
قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
١٢٩
وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
١٣٠
-الأعراف

التسهيل لعلوم التنزيل

{ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ } الآية: وعيد من فرعون للسحرة، وليس في القرآن أنه أنفذ ذلك، لكن روى أنه أنفذه عن ابن عباس وغيره، وقد ذكر معنى من خلاف في العقود [المائدة: 36] { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } أي لا نبالي بالموت لانقلابنا إلى ربنا { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا } أي ما تعيب منا إلا إيماننا { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي يخربوا ملك فرعون وقومه ويخالفوا دينه { وَيَذَرَكَ } معطوف على ليفسدوا، أو منصوب بإضمار أن بعد الواو { وَآلِهَتَكَ } قيل: إن فرعون كان قد جعل للناس أصناماً يعبدونها، وجعل نفسه الإلٰه الأكبر فلذلك قال: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [النازعات: 24]، فآلهتك على هذا هي تلك الأصنام، وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وآلهتك: أي عبادتك والتذلل لك { إِنَّ ٱلأَرْضَ للَّهِ } تعليل للصبر ولذا أمرهم به يعني أرض الدنيا هنا وفي قوله: { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } وقيل: يعني أرض فرعون، فأشار لهم موسى أولاً بالنصر في قوله: { يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ }، ثم صرح في قوله: { عَسَىٰ رَبُّكُمْ } الآية { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } حض على الاستقامة والطاعة. بالسنين: أي الجدب والقحط.