{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ } الآية: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية لكم وقد تقدّم مثلها لقوم موسى { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ } الاستدراج استفعال من الدرجة، أي: نسوقهم إلى الهلاك شيئاً بعد شيء وهم لا يشعرون، والإملاء هو الإمهال مع إرادة العقوبة { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } سمى فعله بهم كيداً لأنه شبيه بالكيد في أن ظاهره إحسان وباطنه خذلان { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ } يعني بصاحبهم النبي صلى الله عليه وسلم، فنفى عنه ما نسب له المشركون من الجنون، ويحتمل أن يكون قوله: ما بصاحبهم من جنة معمولاً لقوله أو لم يتفكروا فيوصل به، والمعنى: أو لم يتفكروا فيعلمون أن ما بصاحبكم من جنة، ويحتمل أن يكون الكلام قد تم في قوله: أو لم يتفكروا ثم ابتدأ إخباراً استئنافاً لقوله: ما بصاحبكم من جنة، والأوّل أحسن.